PM
يقدم لنا عالم الحشرات لنا أنماطا من الصيام تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى.
وإذا كان المعلوم فى دنيا الناس أن تناول الطعام والشراب هو أحد أسباب نمو الكائن الحى وتطوره، فلكى نقف على أسرار هذا الصيام فلابد لنا من معرفة سريعة أيضا بدورة حياة هذه الكائنات الحية.
وإذا كان صيام المسلمين يعنى الامتناع عن الطعام فترات النهار من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.. ويبدأ تناول الطعام والشراب من غروب الشمس حتى بداية النهار التالى.. فهناك كائنات حية أخرى خلقها الله تصوم معنا.. ولكن تختلف عنا فى أن صيامها طوال العام.. ويشبه صيامها صيامنا فى الامتناع عن الطعام والشراب والتكاثر.
وعلى سبيل المثال تقوم الفراشات بجميع أنشطتها خاصة الغذاء اعتبارا من غروب الشمس وحتى طلوع الفجر.. والفراشات عبارة عن حشرات يطلق عليها "حرشفيات الأجنحة".. وهى كثيرة الألوان متنوعة فى أشكالها.. تتكاثر عن طريق وضع البيض.. تنجذب لأى ضوء أثناء الليل.. وكثيرا ما كتب عنها فى الأشعار وعن اقتراب هذه الفراشات من الشموع المضيئة حتى
ولو كان على حساب حياتها.
وتتغذى الفراشات على رحيق الأزهار عن طريق أجزاء فمها الماصة.. وتحصل على الرحيق بواسطة خرطوم طويل تقوم بإدخاله داخل الزهرة ليصل إلى قاعها حيث يوجد هذا الرحيق.. أما الأطوار الصغيرة "غير كاملة النمو" من الفراشات وهى اليرقات.. فهى أيضا تتغذى ليلا وتصوم نهارا.
أما فى عالم الطيور .. فهناك عدد لا بأس به من الأنواع يختصر نشاطه على فترات الليل بدءا من الغروب وانتهاء بالشروق.. وهى الفترة التى تقوم فيها الطيور بالتغذية والطيران والتزاوج.. أما أثناء النهار فهى تخلد للراحة أو النوم حتى أن هناك نوعا من الطيور أطلق عليه البدو العرب اسم "أبو النوم" لأنهم اعتادوا رؤيته أثناء النهار فى حالة نوم فى مناطق الكثبان الرملية فسمى " بأبو النوم".. وهذا الطائر ينشط مع حلول الغروب.. فيطير فاغرا فمه أثناء الطيران ليلتقط حشرات ليلية ويكون فى هذه الحالة يتغذى وهو طائر.
وينطبق نفس السلوك على طائر "الكروان".. وهو طائر يميل إلى النشاط.. ويفضله مع حلول الغروب وقرب طلوع الشمس.. وفى الليالى القمرية.. حيث يتغذى ويحصل على ما يبتغيه من مواد غذائية مثل السحالى والفئران والحشرات الليلية أثناء تلك الفترات.. ولا ينشط فى النهار إلا إذا كان مضطرا لذلك لشدة جوعه أو لإزعاجه فى مسكنه.. وهو دائما ما يردد دعاءه المشهور الذى يفسره العامة حسب حالتهم المزاجية.. فالبعض يقول إذا كان متفائلا.. إنه يقول "الملك لك لك يا صاحب الملك".. أما من كان حزينا أو متشائما.. فهو يفسر دعاء الكروان على أنه يقول "اشكى لك لك يا صاحب الملك".
"البوم" من الطيور ليلية النشاط.. وتوجد منها أنواع عديدة تنتشر فى المدن والقرى بالقرب من الإنسان.. ومنها ما يعيش فى الصحارى.. فمثلا البومة الماصة.. وأم قويق.. وبومة بتللر.. وقصيرة الآذان.. تعيش كلها على حواف القرى وداخلها.. أما البوم اللامة.. أو ذات القرون.. أو طويلة الآذان.. فهى تعيش فى المناطق الصحراوية وهى أضخم أنواع البوم على الإطلاق.
وجميع الأنواع السابق ذكرها تقوم بالتغذى على الطيور الصغيرة والجرذان والفئران والثدييات الصغيرة الأخرى أثناء الليل.. وتبدأ نشاطها اعتبارا من بدء الغروب حتى تصل إلى قمة نشاطها فى منتصف الليل.. ويقل هذا النشاط تدريجيا حتى طلوع الشمس فتخلد إلى الراحة.. وهى بذلك تظل صائمة طوال النهار.
أما "الثعابين" فلها قصص كثيرة.. فهى كائنات عديمة الأرجل تعيش فى جحورها طوال النهار.. وإن خرجت تسكن أسفل الصخور هربا من أشعة الشمس صيفا.. وتلجأ إلى البيات الشتوى شتاء.. حيث تصوم تماما عن الأكل.. وهذا يعنى أنها صيفا تصوم نهارا.. وشتاء تصوم ليلا ونهارا فيما يسمى البيات الشتوى.
وتحصل الثعابين على ما تشتهيه من غذاء والذى يتمثل فى القوارض من فئران وجرذان وسحالى وطيور صغيرة وثدييات صغيرة.. ويزداد حجم الفريسة كلما زاد حجم الثعبان.. وقد يصل إلى التغذى بافتراس الإنسان نفسه كما يحدث فى ثعابين "الأصلة".
ومعروف أن الثعابين تتغذى إما عن طريق قتل الفريسة بالسم ثم ابتلاعها مباشرة.. أو عن طريق القتل بعصرها ثم ابتلاعها بعد ذلك. ومع ذلك ورغم اختلاف سلوكيات الثعابين والحيات.. فإنها جميعا تتفق فى سلوك واحد.. وهو الاختباء نهارا والصيام عن الطعام.. ولا تمارس نشاطها إلا ليلا.
وهناك كائنات لها ثمانى أرجل تتحرك ببطء وتعيش فى الأماكن الرطبة.. وهى عبارة عن حيوانات صغيرة الحجم ترى بالعين المجردة وهى تتغذى على الطحالب فى الأماكن الرطبة التى تعيش فيها.. هذه الكائنات أيضا تصوم نهارا تماما.. حيث تمتنع عن النشاط والحركة والتغذية.. وتنشط ليلا للحصول على ما تريد.
هذا نوع من الصيام.. ولها نوع آخر من الصيام قد يصل إلى مدد طويلة وتضطر إليه بصفة خاصة خلال موسم الجفاف.. فعندما تجف المياه التى تعيش بها تجف هى الأخرى وتتحول إلى ما يشبه أوراق الشجر.. وتشل تماما عن الحركة.. هذا السكون قد يستمر لعشرة أعوام حتى إذا سقط المطر.. أو طالتها رطوبة بأى شكل فإن أجسامها تتفتح مرة أخرى وتمتليء حيوية وتعود إلى نشاطها الطبيعى.
يقدم لنا عالم الحشرات لنا أنماطا من الصيام تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى.
وإذا كان المعلوم فى دنيا الناس أن تناول الطعام والشراب هو أحد أسباب نمو الكائن الحى وتطوره، فلكى نقف على أسرار هذا الصيام فلابد لنا من معرفة سريعة أيضا بدورة حياة هذه الكائنات الحية.
وإذا كان صيام المسلمين يعنى الامتناع عن الطعام فترات النهار من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.. ويبدأ تناول الطعام والشراب من غروب الشمس حتى بداية النهار التالى.. فهناك كائنات حية أخرى خلقها الله تصوم معنا.. ولكن تختلف عنا فى أن صيامها طوال العام.. ويشبه صيامها صيامنا فى الامتناع عن الطعام والشراب والتكاثر.
وعلى سبيل المثال تقوم الفراشات بجميع أنشطتها خاصة الغذاء اعتبارا من غروب الشمس وحتى طلوع الفجر.. والفراشات عبارة عن حشرات يطلق عليها "حرشفيات الأجنحة".. وهى كثيرة الألوان متنوعة فى أشكالها.. تتكاثر عن طريق وضع البيض.. تنجذب لأى ضوء أثناء الليل.. وكثيرا ما كتب عنها فى الأشعار وعن اقتراب هذه الفراشات من الشموع المضيئة حتى
ولو كان على حساب حياتها.
وتتغذى الفراشات على رحيق الأزهار عن طريق أجزاء فمها الماصة.. وتحصل على الرحيق بواسطة خرطوم طويل تقوم بإدخاله داخل الزهرة ليصل إلى قاعها حيث يوجد هذا الرحيق.. أما الأطوار الصغيرة "غير كاملة النمو" من الفراشات وهى اليرقات.. فهى أيضا تتغذى ليلا وتصوم نهارا.
أما فى عالم الطيور .. فهناك عدد لا بأس به من الأنواع يختصر نشاطه على فترات الليل بدءا من الغروب وانتهاء بالشروق.. وهى الفترة التى تقوم فيها الطيور بالتغذية والطيران والتزاوج.. أما أثناء النهار فهى تخلد للراحة أو النوم حتى أن هناك نوعا من الطيور أطلق عليه البدو العرب اسم "أبو النوم" لأنهم اعتادوا رؤيته أثناء النهار فى حالة نوم فى مناطق الكثبان الرملية فسمى " بأبو النوم".. وهذا الطائر ينشط مع حلول الغروب.. فيطير فاغرا فمه أثناء الطيران ليلتقط حشرات ليلية ويكون فى هذه الحالة يتغذى وهو طائر.
وينطبق نفس السلوك على طائر "الكروان".. وهو طائر يميل إلى النشاط.. ويفضله مع حلول الغروب وقرب طلوع الشمس.. وفى الليالى القمرية.. حيث يتغذى ويحصل على ما يبتغيه من مواد غذائية مثل السحالى والفئران والحشرات الليلية أثناء تلك الفترات.. ولا ينشط فى النهار إلا إذا كان مضطرا لذلك لشدة جوعه أو لإزعاجه فى مسكنه.. وهو دائما ما يردد دعاءه المشهور الذى يفسره العامة حسب حالتهم المزاجية.. فالبعض يقول إذا كان متفائلا.. إنه يقول "الملك لك لك يا صاحب الملك".. أما من كان حزينا أو متشائما.. فهو يفسر دعاء الكروان على أنه يقول "اشكى لك لك يا صاحب الملك".
"البوم" من الطيور ليلية النشاط.. وتوجد منها أنواع عديدة تنتشر فى المدن والقرى بالقرب من الإنسان.. ومنها ما يعيش فى الصحارى.. فمثلا البومة الماصة.. وأم قويق.. وبومة بتللر.. وقصيرة الآذان.. تعيش كلها على حواف القرى وداخلها.. أما البوم اللامة.. أو ذات القرون.. أو طويلة الآذان.. فهى تعيش فى المناطق الصحراوية وهى أضخم أنواع البوم على الإطلاق.
وجميع الأنواع السابق ذكرها تقوم بالتغذى على الطيور الصغيرة والجرذان والفئران والثدييات الصغيرة الأخرى أثناء الليل.. وتبدأ نشاطها اعتبارا من بدء الغروب حتى تصل إلى قمة نشاطها فى منتصف الليل.. ويقل هذا النشاط تدريجيا حتى طلوع الشمس فتخلد إلى الراحة.. وهى بذلك تظل صائمة طوال النهار.
أما "الثعابين" فلها قصص كثيرة.. فهى كائنات عديمة الأرجل تعيش فى جحورها طوال النهار.. وإن خرجت تسكن أسفل الصخور هربا من أشعة الشمس صيفا.. وتلجأ إلى البيات الشتوى شتاء.. حيث تصوم تماما عن الأكل.. وهذا يعنى أنها صيفا تصوم نهارا.. وشتاء تصوم ليلا ونهارا فيما يسمى البيات الشتوى.
وتحصل الثعابين على ما تشتهيه من غذاء والذى يتمثل فى القوارض من فئران وجرذان وسحالى وطيور صغيرة وثدييات صغيرة.. ويزداد حجم الفريسة كلما زاد حجم الثعبان.. وقد يصل إلى التغذى بافتراس الإنسان نفسه كما يحدث فى ثعابين "الأصلة".
ومعروف أن الثعابين تتغذى إما عن طريق قتل الفريسة بالسم ثم ابتلاعها مباشرة.. أو عن طريق القتل بعصرها ثم ابتلاعها بعد ذلك. ومع ذلك ورغم اختلاف سلوكيات الثعابين والحيات.. فإنها جميعا تتفق فى سلوك واحد.. وهو الاختباء نهارا والصيام عن الطعام.. ولا تمارس نشاطها إلا ليلا.
وهناك كائنات لها ثمانى أرجل تتحرك ببطء وتعيش فى الأماكن الرطبة.. وهى عبارة عن حيوانات صغيرة الحجم ترى بالعين المجردة وهى تتغذى على الطحالب فى الأماكن الرطبة التى تعيش فيها.. هذه الكائنات أيضا تصوم نهارا تماما.. حيث تمتنع عن النشاط والحركة والتغذية.. وتنشط ليلا للحصول على ما تريد.
هذا نوع من الصيام.. ولها نوع آخر من الصيام قد يصل إلى مدد طويلة وتضطر إليه بصفة خاصة خلال موسم الجفاف.. فعندما تجف المياه التى تعيش بها تجف هى الأخرى وتتحول إلى ما يشبه أوراق الشجر.. وتشل تماما عن الحركة.. هذا السكون قد يستمر لعشرة أعوام حتى إذا سقط المطر.. أو طالتها رطوبة بأى شكل فإن أجسامها تتفتح مرة أخرى وتمتليء حيوية وتعود إلى نشاطها الطبيعى.